سيناريوهات عديدة متداولة بعد المبادرة الروسية السورية المشتركة القائمة
على ما بدا أنه ترتيب مسبق مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري وموضوعها
مستقبل السلاح الكيميائي السوري و اخراجه من معادلات القوة والردع
والإستخدام مقابل الخروج من حالة الحرب الأميركية
-
الأبرز ما يقوله فريقان فريق من المؤيدين لسوريا المذعورين دائما بان
الأميركي بكامل القدرة والقوة ولا بد انه يخبئ شيئا لا نعرفه او نعرفه ويجب
ان نخشاه وفريق من اعداء سوريا يخشى التسليم بالهزيمة ويبحث دائما مع كل
نصر لسوريا لتعزية النفس عن سيناريوهات تقوم على ان القادم هو الأهم وهو
اعظم
-
أقوى تشبيه إستخدمه في هذا المجال يكشف الحقيقة هو ما قاله أحد المعارضين
ليبين ان هزيمة سورية في الطريق بالقول ان التخلي عن السلاح الكيميائي
يعادل قرار الإنسحاب من لبنان بالسنبة لسوريا وتقديمه كقرار تحت التهديد
ويستخلص طبعا ان في الإثنين هزيمة بينما كان قرار الإنسحب من لبنان دفع
الضرر الأعلى بالضرر الأدنى عبر الفصل بين حرب بقاء المقاومة وبقاء الجيش
السوري وكان الإختبار في حرب تموز وكانت الحصيلة معروفة للجميع وهي إنتصار
سوريا وحليفتها المقاومة و إعادة إنتاج قوة ردع أقوى من وجود الجيش السوري
بوجه إسرائيل ، و لولا الإنسحاب السوري لما تغيرت معادلات لبنان وفي مقدمها
إصطفاف العماد ميشال عون والكتلة المسيحية الأكبر إلى جانب المقاومة
-
ثاني التشبيهات الرائجة هي تلك التي تقول أن ما يجري مع سوريا هو إستعادة
لسيناريو العراق وليبيا ونزع أسلحة الدمار الشامل ولجان التفتيش ثم الغزو
والإقتلاع للنظام وتدمير للجيش والبلد و التشبيه هنا هو مجرد إستعارة
سوداء في غير مكانها ، لأنه وببساطة قبل العراق لم تكن اميركا مهزومة في
العراق وقبل العراق لم تكن روسيا قد استعادت قوتها وعزيمتها على الحضور
كلاعب دولي حاسم بل اللاعب الدولي الحاسم ، وقبل العراق لم تكن الجيوش في
الغرب ولا الشعوب تملك هذه القدرة على المساءلة والتشكيك بروايات الحكام،
والجيوش تتمنع عن دخول الحروب بعيون مفتوحة يحكمها غرور القوة ، و لا كان
زمن إنتصارات المقاومة ولا زمن الصواريخ تتهدد إسرائيل ، ولا زمن إيران
النووية ولا زمن الضعف والخوف في إسرائيل، و الجوهري اليوم مع سوريا هو كيف
يمكن تعزيز الحرب العسكرية لدعم مجموعات المسلحين وهذا ما لم يتغير فيه
شيئ ولن يتغير بالكيماوي وبدونه، التوازنات لحساب الجيش والدولة والوقت
الداهم اميركي مع دنو موعد الإنسحاب من افغانستان ، وليس سوريا المستعدة
لمواجهة سنوات قادمة وبعد انكسار الحرب السؤال على ضفة المعارضة وسندها
السعودي والتركي ما العمل ؟ وكيف يجري التعامل مع معادلات مختلة التوازن
لصالح سوريا ، وجنيف جزء من سيناريو الحل مقابل الكيماوي وتكريس شرعية
النظام الجديد لسوريا بشرعية إنتخابية غير مشروطة ، سيخرج منها الأسد حكما
سيد المعادلات الجديدة ، فيصير مستقبل ما بعد التفاوض نزول عن شجرة
التصعيد نحو السياسة بينما في العراق كان العكس هو الصحيح ، والسؤال
العسكري البسيط إذا كانت روسيا قد منحت لسوريا كل سلاحها الحقيقي الفعال من
الأس أس إلى افسكندر والياخونت لتسقط آلة الحرب ألا يحق لها مقايضته بسلاح
إفتراضي لديها ؟
-
التشبيه بالحالة الليبية نموذج مصغر عن العراق يتجاهل المقارنون به أن
أميركا تفادت التورط فيه اصلا و أن التنازل الليبي عن السلاح جاء في زمن
صمود سوريا وفي ذات حقبة ما بعد الرعب العراقي يوم كان الرئيس الأسد يرمي
ورقة كولن باول ويبلغ علنا مواصلة المواجهة التي توجتها حرب تموز ، كما
يتجاهل التفويض الذي شاركت به روسيا في لحظة شعور بالضعف تلته حالة
الإنتقام من التجربة الليبية بالصمود وراء سوريا ومعها
-
الحالة الوحيدة التي قد تصلح لمقارنة لكن نسبية هي الحالة الكورية
الشمالية التي تعرضت لحملة شرسة قبل خمسة أعوام وحصار لإضعافها وإسقاطها
من بوابة سلاحها النووي وإضطرت تحت الضعغوط للرضوخ لمقايضته بالمف المالي
والاقتصادي ولما تراجعت القبضة الاميركية وتراخت عادت كوريا الشمالية
مستقوية بنهضة الصين وروسيا على ايقاع صمود سوريا لبرنامجها النووي الذي لم
تفكك قنابله فقط بل مفاعله ايضا ، و عادت تتمكن خلال سنة واحدة من اعادته
للذروة وتنصب صواريخا الموجهة الى اميركا ، والبرامج الكيماوية الاقل قيمة
والمنتمية الى زمن الحروب المنقرضة في زمن الصواريخ التقليدية الثقيلة وزمن
الصواريخ المضادة للصواريخ اسهل بكثير لاعداة التشغيل من النووي ،
فكليهما بالاساس عقول وخبرات وليس موادا وتجهيزات لكن بنسبة اسهل وايسر في
الكيماوي من النووي وما يصح في النووي يصح بالكيماوي اكثر اذا ما صار
ضرورة مرة اخرى ومن المتسبعد ان يصير
-
الواضح أنه كما نجحت سوريا وروسيا وإيران بإستدراج واشنطن لملعب الضربة
المحدودة بوهم عدم تحولها لحرب إستدرحتها لملعب التسوية بالتفاوض على
الكيماوي الذي يشكل اضعف حلقات القوة لدى سوريا مقارنة بما عرضت واشنطن
وكانت تحلم بالحصول عليه ، بعدما ثبت لها ان الخيار غير التفاوض هو الحرب
وليس الضربة ، ووفقا لمشروعها المقدم للتفاوض وما تضمنه كان سقفها إمتناع
الرئيس الأسد عن الترشح ونزع سلاح الصواريخ و إعادة هيكلة الجيوش والأمن
والمخابرات وفك العلاقة بحزب الله ، فكان العرض الروسي أن كل ما هو سوري
يبحث في جنيف بدون شروط مسبقة ، وأن التحقيق في استعمال الكيماوي ووضعه تحت
الرقابة الدولية جزء من القانون الدولي وروسيا مستعدة للتعاون حوله في
اطار مجلس الامن والامم المتحدة
- ربحت روسيا حرب بوتين وربحت سوريا حربها وربحت ايران صمودها وبدا زمن السياسة والنزول عن الشجرة وزمن اللطم السعودي والتركي ينتظر