السبت، 12 مارس 2011

الربع ساعة الأخيرة!!

الربع ساعة الأخيرة!..



 

التفسير السياسي والنفسي لكثرة المبادرات وإسهالها، في الربع ساعة الأخيرة، يُوْمِي عن إفلاسٍ في التفكير ،وفي الطرح المتأخِّر ؛ أولاً... و إلا فأين كانت تلك المبادرات ؟ وثانياً؛ يشير، بكل وضوح، إلى قوة ضغط الشارع، وتناميه؛ مما يُكَوِّن دفْعاً قوياً وزَخَماً هائلاً، باتجاه إرتفاع سقف المطالب عند الثوار، ليمنحَهم مِساحةً كبيرةً فوق الطاولة، لتضيق مِساحة المماطلات والمناورات والمبادرات عند الرئيس ليختنق في الدقائق الأخيرة؛ وَزِدْ عَليهِ أَنَّهُ يسمح لهم بقوةٍ بالتنفس، والتحرُّك مرَّةً أخرى بنَفَسٍ جديدٍ وطاقة جديدةٍ، وبتفاقمِ الإحساس عندهم بشرعيتهم، وشرعية ثورتهم، وشرعية المطالب نفسها؛ مما يزيدهم طاقةً فوق طاقة. تلكَ هيَ ثورةُ السَّلام ـ والبحث عن حقيقة الشَّعب وبداية رحلة الحريَّة مِنْ صباحٍ جديد ـ التي تسعى لتحقيق شروطها بنفسها، بهدوء، وعقلٍ، ورويَّة واثقةٍ، متمكنةِ الخطو؛ لتتضحَ معالمُها، التي تتكشَّفُ مع كل يومٍ جديد، وعند كل مبادرة يقوم بها الرئيس في الربع ساعة الأخير. وثالثاً ـ فإنه يَنُمُّ عن خوآءٍ حقيقي في التَّفكير، وبلادةٍ مُفْرِطةٍ في قراءة الحدث، وَعِوَجٍ في تصوُّرات الوضع الحقيقي للثَّورةِ، وخطأٍ فادحٍ يرتكبه الرئيس وهو يُنهي الرُّبع السَّاعة الأخيرة من قراءة الحدث بالمقلوب من عهده الملعون.



ولحظة الإختناق التي يصل إليها الرَّجُلُ القابعُ في صنعاء عَيِي عبدالله فاسد، بحماية مأة ألفِ بندقيةٍ، قد دفعته لارتكابِ جرائمَ حماقاتٍ في قتل النَّاس والشباب المعتصم المسالم، برصاصِ عصاباته، وعِصِي بلاطجته؛ وقد رماهُ شيطانُه بإبداع الغاز السَّام ليرميه بين إبناء شعبه، فيُشلَّهم من قمة الرأسِ إِلْى أخمص القدم. والمناضلون الشرفاء يدركون أَنَّ التغيير تلزمهُ قيمة. وقيمة التغيير هي التضحية بالمال والنَّفس في جادَّة تحقيق غاياتهم، وفي سبيل ابتنآء أهدافهم التي يتوَّخى الثُّوَّارُ الوصول إليها.



والإيمانُ بالتغيير ومُرادات التغيير، وبالثورة وأهداف الثَّورة، يستلزمه شرط القبول بقيمة الوصول؛ و إلَّا نكون كمَنْ يرمي الأشيآء بغبآءٍ يستبيح الأشيآء حقيقتها؛ فتصبح الأشيآء بغير حاجةٍ إلى التبرير، ناهيك حتى عن الحديث عنها. والثُّوَّار هنا في ساحات إعتصامهم في حجِّهمُ الأكبر يُدركون ما هو أمامهم وخلف أَكَمَةِ القصر الجمهوري من النوايا الخبيثة. وكما قالَ عمر المختار.. ( نحن لا نستسلم! ننتصر أَو نموت )!



وما برح الرئيس يَسْلُتْ المبادرة تلوَ الأخرى وهو يعلم تماماً أنْ السَّلْتةَ كانت أحزاب المعارضة واللقاء المشترك قد سَلَتَها قبل أشهر. وحين يرد أولئك عليه أنْ قد تأخرَ بتقديم تلك السَّلْتة، وقد إنفض الجمع تعباً من كذبه وومماطلاته. والمماطلة نصف السرقة شرعاً!.. أَنْتَ لَاْ تدركُ مَنْ تقاتل يا عَيِي ـ ولستَ علي ! إِنَّكَ تقاتل ناساً بُعِثُوا، فانتفضوا مِنْ قبورهم وقد إستمروا فيها هامدينَ ـ على عهدكَ الملعون! أَفَتُرَاْهُم يرجعون إِليها بعد انعتاقهم من أجداثِ سجون عهدك! إِذِن فَأَنتَ لا تدركُ مَنْ تٌقاتل. شَعبٌ وهب نفسَه الحياةَ فلن يعود إلى الموت مرَّةً أُخرى.



وحين يشير المشترك والمعارضة والقبائل والشيوخ بأصابعهم إلى الشباب المعتصم في القرى والمدن اليمنية ، في كل مرة يَنْخُطُ فيها الرئيس، فأنَّ ذلك يشير بجلاء إلى عدد من القضايا. القضية الأولى هي أنَّ الشارع الآن هو الطرف المعني الأول والأخير في الثورة؛ وعلى الرئيس أنْ يتجاوب مع مطالب الثوار والثورة بدايةً إذا كان يريد حقيقة أنْ يثبتُ لنفسه حقاً وللناس قبولاً في البقاء في بلاده وبين أهله مُشرَّفاً وكريماً غير ذليل أو مهان. إِلَّاْ أَنَّ سقفَ مطالب الناس إِرتفعتْ واضحةً سقفها الآنَ بعدما إجترأ هذا القابع خلف الدَّبابة والمدفع على تقتيل شعبه! .. وقد عبَّروا عنها بالبيانات الصادرة عن مجلس قيادة الثورة أو مجلس تنسيق الثورة، كما عبَّروا عنها بالأغاني والشعارات والنكات والكاريكاتورات والمقالات. وعبَّر عنها الصغير والكبير والرجل والمرأة وكل شرائح المجتمع المدني بكل أنماطه وألوان أُفقه الإجتماعي والسياسي والمدني والمهني. ولم يبقَ للرئيس سوى شُذَّاذ الأفاق وحَمَلَة الأبواق وقُطَّاع الأرزاق وسراسرة الدَّجل والنفاق ومافيات الإرتزاق، فأمسى علي يذكرني بـ ( علي بابا والأربعين حرامي )!.. مسكين هذا الرجل الذي هزته إمرأةٌ بألف رجل.



وحين تُحبس الناشطة ( توكل كرمان ) وترمى على بابها التُّهم التي أترفع - وغيري كثيرون - عن حتى الإيماء إليه، فماذا بقي لك من صفة أحرى أنْ يتصف بها رئيس لأربعة وعشرين مليوناً!.. بل ماذا يبقى لدينا عليك من العتاب سوى العقاب! ليتني أستطيع أنْ آتي إليك حتى أُنْزِلُ بك ما تستحق من العقاب أيها الضائع الذي كان كبيراً، فأضحى شيئاً لم نعد نرَ فيه شيئاً!..



فهد القرني يُحبس!؟..

لماذا؟! لأنه عبَّرَ فِيْ يومٍ مأ..عن إحساس مارد في قلوب وصدور الناس!.. لتحبسه! هل أنتَ رئيس دولة أم رئيس عصابة مارقة!.. ثم إذا بك تقتل أبناء شعبك في كل مكان! وبعد.. لا تريد أَنْ يثورَ الناس على فسادك؟ فلقد ملَّ الناس شخصك وعهدك ومماطلاتك ومناوراتك.. وأتصور حتى الزَّواج الذي يستمرُ هذه المدة يصبح مُمِلَّاً ! مللناكَ يا أخي فارحلْ بشرفٍ وكرامةٍ قبلَ أَنْ ترغمنا أَنْ نفعلَ ما لا نحب أَنْ نفعلَ ـ فما زالتْ أخلاقنا اليمانية ليِّنةً، وقلوينا رقيقة ـ فأينَ سهمك منها أَيُّها الرَّجُل!

كم هي رائعة هذه الثورة العربية التي كشفت عن عوراتكم في القوادة لا القيادة.. والتي عرَّفتِ الشعوب كم تكرهونهم كرهاً بلا هوادة يا شُذَّاذ الآفاق.. وتلك إحدى حسناتها!



وبعد!..

لستُ أدري ما أصنَّفُ مِن سوءآتك وسيئاتك وآثامك في حق هذا الشعب الطيب الصابر الصبر الجميل، وعبثك بأرواح الناس وقتلهم بغير ذنبٍ يُسأل عليه! إنَّ حجم قبحك عند قتل الناس، وشناعة سيئآتك في ظهورك لتتحدث كأنْ لم ترتكب قتلاً، ووقاحة حديثك في كذبك ومماطلاتك وسوءآتك، ودناءة أفعالك وبذاءة أقوالك.. فاقت كل طاقة لشيطان رجيم وإبليس لعين.. وبكتْ جهنمُ .. لم تعد تسهم في عقابك غير ألف نار لألف جهنم.!..



إنَّ الحديث عنك مُتْعةٌ عجيبة، تجعلني أنقب عن ألفاظ في قواميس اللغة بديعة في إبداعات اللفظ القاطع والحرف اللاذع التي - ربما - تقدر أو تستطيع أنْ تحتويك، ولكنها - هذه الألفاظ - أراها تتقاتل بينها وتتحارب لتبتعد عنك خوفاً من نفسك التي سحقت بذاءات كل لفظ وحرف وأعجز ألف حُطَيْئة!..





وبعد..

أتسمع من في الشارع أيها الأصم!..

أشك أنك لا تسمع.

فهل آنَ لك أنْ تفهم أنك لا تفهم! وهل آنَ لك أنْ تعرف أنك طقطقات وذبذبات عقارب الساعة في ربعها الأخير. أنَّ الثورة لا تتأخَّر إذ خرج الناس لإسقاط لا نظام فسادك، فلا تتأخر أنتْ في المبادرة الحقيقية التي تأذن بها تلك الربع الساعة الأخيرة!

إنَّ ما سيجعل الناس تحترم تلك الربع الساعة هو أنْ تنزعَ مِمَّنْ لا يُستَحقُّ أنْ يعطَ من بنيك وأخوانك وأقاربك وأُسْرتك وأهل قريتك من مراكزهم في مفاصل الجيش الذي تتقوَّى به وتهدد العباد والبلاد به؛ فأمسى جيشك وليس جيش الشعب!.. إفعل ذلك إذنْ حتى يصدِّقَكُ الناس أنْ لو حسنتْ نواياك.

ثم بعد ذلك أنْ تتنحى كريماً شريفاً غير ذليل.

وأترك الباقي للثورة والثوار.



وبعد..

يقولون أنَّ الثورة قد تتأخر، ولكنها ألبتةَ لا تخمد جذوتُها، حال أذِنَ لها التاريخ، وقادها الجوع والبطالة والفقر والفاقة، وتحولتِ الشوارع إلى ساحات مقدسة بدم شهيد أو أنَّةِ جريح. والدم المسفوح في معركة الناس مع الليل يمسح على وجوه طلوع الفجر وردةً وطاقة وثورة فوق ثورة...



تَرَكْتَ وِلْدَاْنَنَاْ تَدْمِيْ نُحُوْرُهُمُ *** وَجِئتَ مُخْتَطِبَاً يَاْ ضَرْطَةَ الْجَمَلِ !



فماذا فعلتَ بالإنسان فيك!..لا أدري أي قلبٍ يمكن أنْ يحمل هذا الكره والحقد لناسه وأهله وصل بروحك مرداة الهَلَكَةِ ومهاوي الإنتحار!.. إنه الكره والحقد الذي يحرق الغمام والمطر والفجر والزهر والعطر الندي. فماذا بقي وماذا تركتَ!..

لا شيء أبداً!..

وإذا بقي لدينا شيء فهو كتابة قصيدة مرثاة في الربع ساعة الأخيرة من عهد ملعون لقبر قد يلقاك مشانقاً ومجالداً وقصاصا. ولن يعتبَ أحدٌ معذبيك. ولن يتعب معذبوك !..



أما بعد...

ماذا قدمت للإنسان ؟..

لا تقل منجزاتي.

أنا لا أتحدث عن الحجارة والبناء والقصور والطرقات والجسور والأنفاق وغيرها. فتلك قاعدة تحتية تخدم الإنسان.

أتحدث عن الإنسان. هل تسمعني!؟ الإنسان الذي يبني هذه الأشياء التي تسميها منجزات. لن ألومك فلقد قتلتَ الإنسان يوم تربعت الكرسي الذي تجلس عليه في آخر ربع ساعة.

الإنسان.. المدرسة في كل القرى والمدن؛

الإنسان.. اللقمة الطيبة؛

الإنسان... الكريم الطيب النقي؛

الإنسان.. المستشفى، والدوآء؛

الإنسان... التعليم، والثقافة، والمسرح، والفن؛

الإنسان.. الماء النقي؛

الإنسان.. النور في كل قرية؛

الإنسان الذي يبحث عن قصيدة يكتبها، أو إبداع ينتجه، أو قطعة فنية ينحتها لا لقمة يبحث عنها من أول صُلْحِه مع الصباح إلى آخر فوات يومه.

الإنسان.. الجيش الذي يزرع شجرة لا يقتل نفساً؛ ويهدي وردة لا رصاصةً.

الإنسان.. الذي يقف الإنسان فيه شريفاً كريماً عزيزاً يحضن نفسه، وجاره، وحارته، ومدينته، وقريته، ووطنه من أطرافه.

لقد أفسدتَ الحياة كلها، وسممتَ سماءها، ولوثتَ هواءها، وعثت بقداستها، وقسمتَ بنيها، وفرقت ناسها، وغرَّبت شعبها، بداخلها وفي أصقاع الأرض.

فماذا سنخسر من بعدك !؟ لا شيء. ولن تأتي الدنيا بمن هو أو ما هو أسوء منك!..

وحين كان عبدالناصر يبني مشروع السد العالي في مصر؛ إنتفض العالم مُعاذِراً عبدالناصر أنَّ معبد أبي سمبل سيغرق عند أنشاء بحيرة ناصر. وقيل لعبدالناصر آنئذٍ أنَّ ذلك المعبد مَعْلم حضاري يجب المحافظة عليه. إبتسم عبدالناصر كعادته في موقف كهذا وقال: " طاب والشعب اللي بنى المعبد مش لازم يعيش وهو اللي بنى المعبد "!..

فماذا فعلتَ للإنسان!

وماذا بعد ؟!..

نعم.. الكلام عنك يطول، ولا ينتهي، وأجدُ المتعة كلها في الحديث عنك. لا بأسَ إِذنْ .. فدعني أكتبُ ما أريد!.. فكيفَ يفعلُ الزعمآءُ لبني وطنهم؟ تابع معي إِنْ تفهم !



حِيْنَ يَرتبطُ قِصَّةُ حياة رئيسُ أَيِّ بلدٍ بِقِصَّةِ بلده، فثِقْ جَيِّداً أَنْ التَّاريخَ كَاْنَ هناك فِيْ زيارةٍ مفاجئة لذلكَ البلدِ، وذلكَ الرئيسِ، وتِلكَ الأرضِ، وذلِكَ الشَّعْبِ. والتَّاريخُ ما كذبَ أَوْ عفى، وإِنْ نَاْمَ أَوْ غفىْ.



وإذا إرتبطَتْ قصةُ حياة أَيِّ رئيسٍ بِقصةِ بلادهِ في زَمَنٍ ما، فَإِنَّ ذلك يعني أَنْ الرَّجُلَ أَصبحَ قضيَّةً وطنيَّةً لِلناسِ، والأرضِ، وسوف يكون يوماً ما، جزءاً يعتزُّ بهِ النَّاسُ مِنْ ثُراثِهِ، وفلكلوره،ِ وأحاسيس التَّاريخ الْجيَّاشَة التَّي تبعثُ في النُّفوسِ قضيَّةً ودروساً لنْ تُنسَ.

التَّاريخُ على دوراتهِ يستذكرُ صُنَّاعَهُ، ويَتَقَيَؤ ضُيَّاْعَهُ. هكذا تروي لنا أحداثُ النَّاسِ، وأيامُ التَّاريخِ، وتحكي لنا قصصُ الأَرضِ في كلِّ مكانٍ وعصْرٍ. فَأَنْ يُصْبِحَ الرَّجُلُ قَضِيَّةً يحملها النَّاسُ في الأجفانِ فيطبقوها عليها، وتاجاً تلبسه الأيامُ، وعُشباً يكسي الأرضَ عنفواناً أخضراً وسُندساً بهياً؛ فِإِنَّ ذلك معناهُ أَنَّ الوطنَ، والنَّاسَ، والأرضَ، كانوا بالنسبةِ للرئيسِ قضية لهُ ـ قبلَ أَنْ يكونَ هوَ نفسهُ قضيَّة لهم . وهنا يأتي ناموسُ اللهِ الحاسمُ مؤَكداً تلكَ الحقيقةِ .. "مَاْ جَزَآءُ الإِحْسَاْنِ إِلَّاْ الْإِحْسَاْن". وَإِلَّاْ فَلِمَاْذَا يستذكرُ النَّاسُ إِبراهيمَ الحمدي، ويحسنونَ لذكراه؛ ليَحسُّوا بهِ في أوقاتنا هذهِ العصيبةِ والعصيَّةِ والشقيَّةِ. كُلَّما ذُكِرَ إِبْراهيم وَقَفْ الجميع والتَّاريخ مَعاً. ولهذا يقفُ التَّاريخُ لِغاندي، ومانديلا، وكثيرين غيرهم مِمَّن حملوا أُمَّتَهم بينَ أجفانهم، فأَطبقَ النَّاسُ، والتَّاريخُ، أجفانهم عليهم في حياتهم التي تدوم بعد رحيلهم عنَّا جسداً لا قَضيَّةً.



وينتقلُ التَّاريخُ بهم مِنْ طَورِ الْقَضْيَّةِ إلى طوْرِ الأسطورة؛ حينَ يرى الأقزامَ يجوبونَ شوارعه. غاندي أصبح أسطورة هندية وعالمية، يتغنَّى بها الإنسانُ العادي، كما يتغنَّى بها العالمُ والسياسي البارعُ. مانديلا دخل أُفُقَ التَّاريخِ كَأُسطورة. وعمَّا قليل سيدخلُ التَّاريخَ ـ أُسطورتان. بائِعُ البطِّيخ، وماسِحُ الأحذيةِ.



أُردُغان ـ بائعُ البطِّيخِ في طفولتهِ ـ أَصبحَ قضَّيَّة ، ليسَ في تركيا الغالية بل في العالمِ كلِّهِ. وبلادهُ أصبحتْ قضيَّةٌ ينظر لها العالمُ والتَّاريخُ بوقارٍ. الرَّجُلُ الذي غادر قاعةِ دافوس أعتراضاً على عدمِ الإنصافِ !

وَ لُولا ـ ماسحُ الأحذيةِ ـ أَصبح قضيَّة. ليسَ في البرازيل فحسب، بل في العالم كُلَّهِ، وربما في التَّاريخِ الحديث. وقفَ لهُ العالمُ بِإجلالٍ، ووقارٍ، وتبجيلٍ؛ بلا نظائرَ.



لولا دي سيلفيا ـ الرَّئيسُ البرازيلي ـ أَخرجَ بلاده إِلى مصافِ الدول الدَّائنة للبنكِ الدَّولي 14 مليار دولار، بعد أَنْ سددَ كُلَّ الدِّيون التي كانتْ على بلادهِ، وأخرجَ ما تعدادهُ ثلاثين مليوناً مِنْ أبنآءِ شعبهِ مِنْ خطِّ الفقر!

فماذا فعلتَ أَنْتَ لثلاثة وثلاثين عاماً! سَلْ نفسكْ . أَوْ أَقُولُ لَك لَاْ لَاْ تسلْ .. فما بقي مِن الوقتِ شيئاً! فماذا ستفعل في 15 دقيقة.. إِذا كنتَ لم تفعل شيئاً في 17,344,800 دقيقةـ ثلاث وثلاثين عاماً! عفواً .. فلقد تعدَّيْتَ آخر خطٍ أحمر قتلتَ شعبكَ، فلم يعدْ سقف المطالب ( الشَّعب يريد اللانظام )، بل زِيْدَ عليه ( والشَّعب يريد محاكمة الرئيس وأذياله وزبانيته وجلاوزته ) !

وَاكْتبْ على قبرك أَنك عشتَ خمس عشرة دقيقة !



أَمَّاْ بَعْد

فَهَذِهِ أغنية الرَّحِيْل!

" لَاْ لَنْ أَتَنَحَّ "

" لَاْ لَنْ أَرْحَلْ!"

مَاْذَاْ سَمِعْتُ ؟

أَنْتَ عَمِيٌّ.. خَرِفٌ ( أَهْبَلْ )!

هَذَاْ الشَّاْرِعُ يَهْتِفُ ( إِرْحَلْ ).

إِنَّ الظَّالْمَ عَدْلَاً يُسْحَلْ !

أَوَلَمْ تَقْرَأ لُغَةَ الدُّنْيَاْ.. كُلُّ الدُّنْيَاْ صَرَخَتْ ( إِرْحَلْ )!

خَلَعَ النَّاْسُ الزَّمَنَ الْأَرْذَلْ !

" لَاْ لَنْ أَرْحَلْ " .. تَبْدُوْ قَزَمَاً، تَبْدُوْ أَجْهَلْ .

مَزِّقْ..

دَمِّرْ ..

مُرْ بِجُنُوْدكَ فَوْقَ صًدًوْرٍ رَفَضَتْ إِلَّاْ أَنَّكَ تَرْحَلْ !

قَبْلُكَ فَعَلُواْ مَاْ قَدْ تَفْعَلْ

هَذَاْ شَبَاْبٌ الأُمَّةِ يَسْعَىْ.. يَكْتُبُ فَجْرَ شُمُوْسٍ تُذْهِلْ!

ثَوْرَةُ شَعْبٍ جَعَلُواْ الْفَجْرَ الْقَاْدِمَ مَنْهَلْ

عَشِقُواْ الْمَوْتَ نَدِيَّاً أَخْضَلْ!

شَرِبُواْ رَصَاْصَكَ مَاءَاً أَخْطَلْ!

هَنِئُواْ الْوَطَنَ الْغَاْلِيَ دُنْيَاْ تَرْحَلُ فَوْقَ شِفَاْهٍ مَعْسَلْ

تَرِبَتْ يَدُهُمْ إِذْ أَطْلَقْتَ الْغَدْرِ لَصَدْرٍ أَعْزَلْ !

هُمْ قَدْ فَطِنُواْ أَنَّكَ وَغْدٌ

فِيْكَ خَلَاْقُ الْوَغْدِ وَأَرْذَلْ.

رَقْصُكَ أَفْعَىْ. حَرْفُكَ كِذْبٌ..

تَخْرُجُ

تَخْطُبُ عَقْرَبَ فِيْنَاْ تَبْدُو كَأَنَّكَ سُمٌّ يَقْتُلْ !

حَرْبُكَ ضِدَّ الشَّعْبِ سَتَفْشَلْ !

حَظُّ بَقَآئِكَ بِيْنَنَاْ يَنْحَلْ !

فَضْلُ الثَّوْرَةِ فِيْ سَاْحَاْتِ الْقَصْرِ سَيَأْتِيْ حَشَّةُ مِنْجِلْ!

فَوْقَ فَسَاْدِ الرَّأْسِ الْأَجْهَلْ.

خَفْقُ فُؤَآدِكَ كُلُّهُ كُرْهٌ..

نَبْضُ دِمَآئِكَ حِقْدٌ فِيْهِ يُطْفئُ مُزْنَاً ..

مَطَرَاً يَهْطُلْ!

بَطَلٌ أَنْتَ .. شَهَمٌ أَنْتَ ..هَيَّاْ تَقَدَّمَ

شَعْبَكَ فَاقْتُلْ !

إِمَّاْ نَمُوْتُ أَوْ نَنْتَصِرُ أَوْ أَنْ تَرْحَلْ !

أَضْحَكُ دَوْمَاً حِيْنَ أَرَآكَ تُبَاْدِرُ خُطَبَاً

يَرْجِفُ فِيْ شَفَتِيْكَ الْكِذْبُ وَأَدْجَلْ !

لَاْ لَنْ تَحْكُمَ شَعْبَاً أَفْتَىْ أَنَّكَ تَرْحَلُ أَوْ سَتُرَحَّلْ !





خَوَاْطِر بِقَلم..

عَبْدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان

مهندس معماري واستشاري

حزب البسباس (حِلْف الفضُول )

فرجينيا ـ الولايات المتحدة الأمريكية .

الجمعة، 4 مارس 2011

مطالب شباب الثورة اليمنية وبرنامجهم!!

مطالب شباب الثورة اليمنية وبرنامجهم يتلخص في الاتي:









1- إسقاط النظام بكل رموزه من رئيس ونائب و وزراء و وكلائهم ونوابهم ومجلسي النواب والشورى والمحافظين و وكلائهم وأمناء المجالس المحليه واعضاء المجالس المحلية وقيادات الجيش اللذين هم من اقارب الرئيس او انسابه او اصهاره


يمكن ان يتم ذلك على مراحل


اولا : اسقاط الرئيس ونائبة والحكومة وتشكل حكومة تسيير أعمال من التكنوقراط والكفاءات اللذين ليس لديهم ولاءات سياسية تقوم بإدارة البلد حتى يتم هنالك تشكيل مجلس تأسيسي لادارة البلد ويقوم بوضع دستور مؤقت لادارة العملية الدستورية لحين انتخاب برلمان جديد يضع دستورا دائما للبلد وكل هذا في مدة لا تتعدى السنة


ثانيا : يتم حل البرلمان بعد ستة أشهر من إسقاط النظام وتقوم انتخابات برلمانية على اساس الدستور المؤقت مهمتها الرئيسية وضع دستور جديد أو التعديل على الدستور المؤقت وجعله دائما ويشرف على الانتخابات مجلس القضاء المستقل دون غيرهم و يشرف عليه اشراف تام و يتضمن عضوا المجلس شرط أن يكون لديه مؤهل معترف به و لا يكون مؤهل معادل من خبرات فالعلم اساس التشريع و ليس شرط القرائة و الكتابة


ثالثا : يتم حل المجالس المحلية والمحافظين ويعين المجلس التأسيسي محافظين مؤقتين لحين تنظيم انتخابات المحلية في مدة اقصاها سنه






2-انشاء قضاء مستقل ماليا واداريا ولديه قوة تنفيذية تتبعه و تكون بشكل نادي او هيئة او جمعية لديه مجلس اعلى يعين رئاسته و اعضائه عن طريق الانتخاب و يشمل جميع القضاة الحاليين دون تدخل من السلطات (الرئاسية و التشريعية و التنفيذية) و يفوض بجميع الصلاحيات و ينتخب فيه مجلس رقابي و يتم تقييم اعماله بشكل مستمر فالعدل اساس الحكم


3- يكون النظام و الحكم هو مدني و نيابي و يكون رئيس الجمهورية منتخب لديه صلاحيات بسيطة اشرافية و توصوية


4- اعادة هيكلة الجيش و الامن و تعيين قائد للجيش بعيدا عن سلطة الرئاسة و يتم انتخابه من مجلس الشعب و يحوي شرط ان لا يكون لديه قريب في اي سلطة تشريعية او رئاسية او تنفيذية او قضائية


5- اخضاع ميزانية القوات المسلحة للرقابة و تكون ضمن المراقبة التي تتم في دوائر الدولة العامة ولكن بشكل سري و تكون لجنته التي تراقبه تحت اشراف مجلس الشعب و القضاء و الغاء الميزانيات السرية او المبهمة و الغاء الاعتمادات الاضافية


6- يخضع جميع افراد القوات المسلحة للمحاكمات المدنية وتلغى المحاكم العسكرية ولا تنصب الا في حالات الحروب والعدوان الخارجي


7- حكم محلي كامل الصلاحيات يخضع لاشراف القضاء فقط و يتم مراقبة اعماله و خططه من قبل لجان قضائية مركزية او هيئة مستقلة مركزية رقابية و محاسبية فقط دون التدخل في سياساته الداخلية


8- جميع الاحزاب الحالية تخضع للتقييم و اعادة الهيكلة في قياداتها و تغيير هيكلها و تكون مدة قيادتها لا تتجوز الفترتين ايضا تخضع حساباتهم و ميزانيات الاحزاب للرقابة و المحاسبة و لا تتدخل اموال الشعب في تمويلها و ابراز مصادر دخلها بشكل مستمر


9- جميع المسولين في الدولة يكونون تحت طائلة القانون و القضاء المدني المحلي


10- القضاء المستقل هو المخول في جرائم الفساد بشكل علني ويساعده في ذلك نيابة خاصة


11- سن قانون عام يمنع حمل السلاح في جميع اراضي الجمهورية اليمنية و وضع القانون اللازم لذلك و أن الاشخاص المخولين في حمله هم الجيش في اماكنهم و الامن بأومر قضائية


12- المال السياسي باطل و من اراد تولي مسؤليات في الدولة كانت وزارية او نيابية او رئاسية او قضائية يتم وضع جميع امواله لدى لجان وهيئات مختصة من قبل الدولة او مستقلة لادارتها حتى انتهاء فترة عملهم فالجميع خدم للشعب


13- ارجاع و مصادرة جميع ممتلكات الدولة (اموال او اراضي و ممتلكات) التي نهبت بعد حرب 94 او تلاعب بها تحت اي مسمى كان و يكون تحت اشراف القضاء و القضاء بعد ذلك يبت بأي حقوق وتعويضات للمتضررين


14- احالة اي متهم بالفساد في الوقت الراهن في اي مكان كان عسكريا او تشريعي او مسؤل مدني الى القضاء المستقل و ابعادهم عن اي مسؤليات حتى تتم محاكمتهم


15- الوحدة اليمنية حق شعبي و تاريخي و هي وحدة الشعب و ليس لاي حركة او فرد او سلطة الحق في امتلاكها او فكها و لا مساومات عليها من اي جماعة او سلطة و يتم ارجاع جميع حقوق الشعب المنهوبة التي تمت بأسم الوحدة للشعب نفسه


16- العدالة الاجتماعية للفرد اليمني حق اساسي و كرامة الفرد اليمني هي حق يحاسب عليه النظام القائم سوى كان في الداخل او الخارج اذا تعرض لاي تعسف او او اهانات او جرائم و لا تعاقبه الا القوانين اليمنية اذا اخطاء


17- حرية الاعلام كاملة تكون مكفولة و يتم الغاء وزارة الاعلام و القضاء هو من يشرف على التعدي على الحريات


18- رفع الحد الادنى للاجور في السلكين المدني و العسكري و القطاع الخاص و المتعاقدين في القطاعات المختلفة بما لا يقل عن 300$ و الزام القطاعات الخاصة بشروط توظيف عدد محدد سنويا و كذلك الزام الحكومة توفير فرص العمل و اعادة هيكلة الادارات الخدمية الحكومية و استحداث اعمال جديدة لها فائدتها على المجتمع


19- اعادة النظر في جميع الصفقات و الاتفاقيات التي ابرمت في جميع القطاعات النفطية او الاستثمارية الاخرى في البر و البحر و انشاء هيئة مختصة لديها صلاحيات كبيرة في الرقابة العامة عن اموال الشعب المهدورة في الاتفاقيات و رقابة الانتاج الحقيقي للدولة


20- المطالب السابقة هي مطالب شباب الثورة وهي انعكاس لمطالب الشعب وتطلعاته وليس لاي كان ان يحورها او يبدلها او يلغيها دون الرجوع لشباب الثورة او إطلاع الشعب عليها وان شرط التفاوض عليها سيتم بعد اسقاط النظام ولن يتم الحوار او التنازل عن شيء قبل سقوط هذا النظام


الله اكبر عاش اليمن حرا ابيا وليسقط النظام المستبد






صادر عن إئتلاف شباب الثورة اليمنية


بتاريخ 4 مارس 2011

صور لشباب ثورة التغير

                                                                    









الاثنين، 14 فبراير 2011

قصة نهضة ماليزيا ؟



قصـــة نهضة ماليزيا بأختصار






"ماليزيا بلد مساحته تعادل 320 ألف كم2 وعدد سكانه 28 مليون نسمة وكان الماليزيون يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً (وليبيا تنتج نفطا يوفر لها دخلا عاليا قياسا بعدد السكان). وكانت الصراعات الدينية (بين اتباع 18 ديانة) في ماليزيا .
قيض الله لماليزيا د. ماهتير محمد الذى يعود له الفضل الأكبر فى نهضة ماليزيا الحديثة ومهاتير محمد هو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء. والدهم مدرس ابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية.. فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيا فى 1957 ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح» ويخصص نصف وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ويخسر مقعده بعد 5 سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى 1970 ويعاد انتخابه «سيناتور» عام 1974 ويتم اختياره وزيراً للتعليم فى 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى 1978، ثم رئيساً للوزراء عام 1981، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها منأفكار النهضة المصرية على يد محمد علي".
ماذا فعل هذا الرجل في 21 عاما؟
"أولاً: رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!
"ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.
"ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى "النهضة الشاملة"، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير "زيت النخيل".
"وفي السياحة: قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً.
"وفي قطاع الصناعة: حققوا فى عام 96 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.
"وفي النشاط المالي: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً.
"وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!
"باختصار: استطاع الحاج مهاتير من عام81 إلى 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه.
"فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك كرسى السلطة رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان،
والهند" ...........

الاثنين، 24 يناير 2011

أفسِح الطريق للكلب!!?



أفسِح الطريق للكلب!!?






كان ونستون تشرشل -رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية- رجلاً داهية بكل المقاييس، خطاباته المؤثرة كانت تُحرّك الإنجليز وتلهمهم، كان جندياً وقائداً، وفوق هذا أديباً لا يُشقّ له الغبار؛ أكّده ذلك بفوزه بجائزة نوبل للأدب عام 1953، كما أن التاريخ يسجّل أنه أول من أشار بعلامة النصر بواسطة الأصبعين السبابة والوسطى.
وبرغم تاريخ الرجل وقيادته لبلاده في فترة الحرب، ومجابهته لكثير من تحدياتها المؤلمة؛ فإنه -وكعادة النوابغ- كان يواجه جيشاً من الأعداء، الذين يتحيّنون الفرصة لإسقاطه وتشويه إنجازاته والقضاء عليه.. وبالفعل نال أعداؤه شيئاً من النصر، عندما حشدوا ضده الجماهير ليُسقطوه في الانتخابات سنة 1945؛ لكنه -وبعزيمة من حديد- قال كلمته الخالدة "إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار"؛ فحشد أنصاره وأصبحَ زعيمَ المعارضةِ، وخاض الانتخابات التي تليها، إلى أن عاد إلى منصب رئيس الوزراء ثانيةً في 1951 قبل أن يتقاعد بملء إرادته عام 1955، بعدما نقش اسمه في أفئدة البريطانيين.
وقصة نجاح ونستون تشرشل كغيرها من القصص، قد يقرأها البعض منا دون الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة، تلك التفاصيل التي تصنع بتراكمها عَظَمة وشخصية القادة والكبار في كل زمان؛ فالمواقف العابرة، والأحداث اليومية، والحروب المستمرة من الأعداء والحقودين، هي التي ترسم النجاح الكبير وتحدد ملامحه؛ بشرط عدم الانكسار واليأس والتعامل بفطنة وذكاء معها.
ولعل هذا ما دفعه ذات يوم كي يرسل لجماهيره درساً مهماً، يخفف عنهم عناء ما يلاقونه من قسوة النقد، والتجريح والإهانة، ويخبرهم فيه عن سرّ الحروب التي يواجهونها برغم سلامة موقفهم، قائلاً "لديك أعداء؟ عظيم.. هذا يعني أنك في أحد الأيام وقفت مدافعاً عن شيء ما".
نعم.. دفاعك عن قيمة ما، فكرة ما، مبدأ ما، حقيقة ما.. لن يجلب معه فقط التصفيق والاحتفاء.. خطأ!! هناك الصدور المنطوية على الحقد والحسد والعداوة، والتي لن تنطفئ نارها إلا إذا انطفأت شمعة حياتك.
سُنّة كونية لا تقبل النقاش، يكفيك أن تُقلّب صفحات التاريخ لترى شواهدها في حياة الأنبياء والرسل، وأيضاً العلماء والمفكرين والمصلحين.
تلك العداوة -التي بعضها مُعلن والبعض الآخر تحت ركام النفاق والخداع- تُجبرك أن تتعامل معها بذكاء وفطنة ووعي، وهذا ما فعله تشرشل في موقف عابر؛ لكنه أضاف سطراً آخر لمنظومة الذكاء والفطنة في تاريخ هذا الرجل؛ وذلك أنه كان في اجتماع مع قادة وسياسيي بلاده، وكان من بين الحضور أحد ألدّ أعداء الرجل وأكثرهم غيظاً منه ومن نجاحاته، وشاءت الأقدار أن يتقابل الأنداد على السلم، هذا يهبط والآخر يصعد، ولأن السلم لا يتسع لمرور كليهما، كان يجب أن يُفسح أحدهما للآخر، ووقف الرجلان في المنتصف، والعيون ترقب تلك الحرب الباردة، والتساؤل والفضول يملأ العيون، أيهما سيفسح للآخر ويسمح له بالمرور؟
وببساطة وهدوء قال تشرشل للرجل: هلا أفسحت لي الطريق كي أصعد؟ فوجدها خصمه فرصة ذهبية للانتقاص من الرجل وإهانته؛ فقال بتحدّ: لا، فأنا لم أتعوّد أن أفسح الطريق للكلاب.
فابتسم تشرشل وهدوؤه لم يفارقه، ثم أفسح الطريق، وهو يقول له: أمّا أنا فقد تعوّدت على ذلك.
ومن هذا الموقف العابر يعطينا الزعيم البريطاني درساً في صناعة العظمة والرقي، وهو أن نجاحك سيُتعب البعض، سيجرّ عليك الأعداء، سيحرق القلوب والأفئدة، وسيجعلهم دائماً متحفزين لإهانتك والنيل منك، في كل مكان، وفي أي وقت، وبكل وسيلة.
الذكاء هنا يتشكل في كيفية الرد عليهم، دون أن تنجرّ إلى أسلوبهم، دون أن يسحبوك إلى مستنقع الحماقة والغباء.
أمثال هؤلاء -وهم كُثُر في حياتنا- يجب أن نفسح لهم الطريق ليمروا، بعدما يفرغوا ما في صدورهم من غِلّ وحقد وعداوة.
مشاركتهم النباح هو أكبر انتصار لهم؛ بينما تجاهلهم هو ما يجب أن تفعله.


الثلاثاء، 4 يناير 2011

ماهو المعالج ?





ماهو المعالج Processor

المعالج في ابسط تعريف له هو وحدة المعالجة المركزية Central processor unit
وهو عبارة عن شريحة صغيرة تثبت على اللوحة الامMother Board او يعرف إختصاراٌ بــcpu
. وهو يعرف بعقل الكمبيوتر . ويعتمد إسم المعالج في تسميته إلى الشركة المنتجة له مثل INTEL او AMD وهما الشركتان الرائدتان
في مجال صناعة المعالجات ..حيث يقوم المعالج بمعالجة البيانات التي تاتي إليه من خلال وحدات الإدخال. وهذا توضيح للعملية التي يقوم بها المعالج







على مدى الخمسون عاماٌ الماضية حققت الإختراعات الرائعة في مجال الحاسبات الإلكترونية أكثر مما تحقق في مختلف العلوم الأخرى. قد يكون المعالج من اكثر وحدات الحاسبات الإلكترونية تطوراُ وهي تحافظ على معدل تطور مرتفع منذ فترة طويلة فقوتة تتضاعف تقريباُ كل عام أو اقل .
واليك الجدول التالي الذي نستعرض فية اجيال وتطور المعالجات منذ بداية تصنيعها إلى عام 2010م من قبل شركتي AMD وINTEL
على الرغم من وجود شركات اخرى في صناعة المعالجات , لكن هذة الشركتان هما الرائدتان في صناعو المعالجات
والجدول التالي نستعرض فية اجيال وتطور المعالجات منذ بداية تصنيعها إلى عام2010م.




























المكونات الرئيسية للمعالج
يتكون المعالج من الأجزاء الرئيسية التالية:
وحدة الإدخال والإخراج
وحدة التحكم .
وحدة الحساب والمنطق

: وتتقسم لـ 1- وحدة الفاصلة العائمة و 2- وحدة الأعداد الصحيحة 3- المسجلات (*)
الذاكرة المخبئية .
1- وحدة الإدخال والإخراج (*) :
تتحكم وحدة الإدخال والإخراج بتسيير المعلومات إلى ومن المعالج ، وهي الجزء الذي يقوم بطلب البيانات والتنسيق مع الذاكرة العشوائية في تسيير البيانات ، لا يوجد أي شئ خاص في هذه الوحدة وليس لها تأثير في أداء المعالج لأن كل معالج مزود بوحدة الإدخال والإخراج التي تناسبه وليس بإمكانك ترقية أو تعديل هذه الوحدة بل هي جزء لا يتجزأ من وحدة المعالجة المركزية نفسها .
إن أحد الأسباب التي تجعل وحد الإدخال والإخراج مهمة هي احتوائها على الذاكرة المخبئية من المستوى الأول (L1) .
2- وحدة التحكم (*) :
وحدة التحكم هي الوحدة التي تتحكم بمسيرة البيانات داخل المعالج وتنسق بين مختلف أجزاء المعالج للقيام بالعمل المطلوب وتتولى مسؤولية التأكد من عدم وجود أخطاء في التنسيق ، لذا في العقل المدبر للمعالج . وأيضاً ليس بإمكانك ترقية أو تعديل هذه الوحدة بل هي جزء لا يتجزأ من وحدة المعالجة المركزية . وتقوم هذه الوحدة أيضاً بتنفيذ الوسائل المتطورة لتسريع تنفيذ البرامج مثل توقع التفرع وغيرها (أنظر الوظائف المتقدمة ).
تتحكم هذه الوحدة بتردد المعالج ، فإذا كان لديك معالج تردده 700 ميجاهيرتز مثلاً فإن هذا معناه أن وحدة التحكم فيه تعمل على تردد 700 ميجاهيرتز .


3-1- وحدة الفاصلة العائمة (*)
إنه من الصعوبة بمكان على المعالج أن يقوم بحساب أعداد الفاصلة العائمة ( وهي الأعداد التي بها فاصلة عشرية ومن أمثلتها 2.336 و 2.5565 و 8856.36532 و 0.220003 ) لأنه في هذه الحالة سوف يستهلك الكثير من قوة المعالجة في حساب عملية واحدة .
ووحدة الفاصلة العائمة هي وحدة موجودة داخل المعالج ومتخصصة في العمليات الحسابية الخاصة بالفاصلة العائمة .وتلعب هذه الوحدة دوراً رئيسياً في سرعة تشغيل البرامج التي تعتمد بشكل كبير على الأعداد العشرية وهي في الغالب الألعاب الثلاثية الأبعاد وبرامج الرسم الهندسي.
يساعد قوة وحدة الفاصلة العائمة الكبيرة في تسريع الألعاب الثلاثية الأبعاد ، مع أن دور المعالج قد قل خلال السنوات السابقة بفضل دخول البطاقات الرسومية المسرعة بقوتها الكبيرة مما قلل من الاعتماد على المعالج المركزي في هذا المجال .
توجد وحدة الفاصلة العائمة في المعالجات 486 فما أحدث ( ما عدا المعالج 486SX ) داخل المعالج ، وقد كانت توضع في المعالجات 386 وما قبله خارج المعالج وتسمى math co-processor أي " معالج مساعد " ، إن وضع وحدة الفاصلة العائمة خارج المعالج (على اللوحة الأم ) يجعلها أبطأ ، جميع المعالجات اليوم يوجد فيها وحدة فاصلة عائمة ليس هذا فقط بل وحدة فاصلة عائمة متطورة .
3-2- وحدة الأعداد الصحيحة
و تختص هذه الوحدة بالقيام بحسابات الأعداد الصحيحة ، وتستعمل الأرقام الصحيحة في التطبيقات الثنائية الأبعاد كوورد وإكسل وبرامج الرسم الثنائية الأبعاد كما تستعمل في معالجة النصوص . يعتبر قوة وحدة الأعداد الصحيحة مهمة جداً لأن أغلب المستخدمين يستعملون التطبيقات التقليدية أغلب الوقت .
3- 3- المسجلات(*)
المسجلات هي عبارة عن نوع من الذاكرة السريعة جداً جداً (بالمناسبة هي أسرع أنواع الذاكرات في الحاسب الشخصي ) تستعمل لكي يخزن فيها المعالج الأرقام التي يريد أن يجري عليها حساباته ، فالمعالج لا يمكنه عمل أي عملية حسابية إلا بعد أن يجلب الأرقام المراد إجراء العمليات عليها إلى المسجلات . توجد المسجلات فيزيائياً داخل وحدة الحساب والمنطق المذكورة سابقاً .
إن حجم المسجلات مهم حيث أنه يحدد حجم البيانات التي يستطيع الحاسب إجراء الحسابات عليها ، ويقاس حجم المسجلات بالبت بدلاً من البايت بسبب صغر حجمها ( أنظر "البت والبايت") ، خطأ شائع بين الناس أن يقيسوا قدرة المعالج بأنه 32 بت استنادا إلى عرض ناقل النظام بل الصحيح أن يقيسوا المعالج بحجم مسجلاته ، وعلى ذلك فإن جميع معالجات 486 وما بعدها هي من معالجات ال 32 بت وليس 64 بت ، وبالمناسبة فإن معالجات 64 ستظهر خلال سنوات ولكنها لم تكن أبداً متوفرة سابقاً فلا تأخذ بمن يقول لك إن معالج بنتيوم الثاني هو معالج 64 بت بل إنه معالج 32 بت مثله مثل بنتيوم و 486 .


4-الذاكرة المخبئية

الذاكرة المخبئية هي ذاكرة صغيرة تشبه الذاكرة العشوائية إلا أنها أسرع منها وأصغر وتوضع على ناقل النظام بين المعالج والذاكرة العشوائية (أنظر الشكل) الذاكرة المخبئية هي ذاكرة صغيرة تشبه الذاكرة العشوائية إلا أنها أسرع منها وأصغر وتوضع على ناقل النظام بين المعالج والذاكرة العشوائية (أنظر الشكل).
في أثناء عمل المعالج يقوم هذا الأخير بقراءة وكتابة البيانات والتعليمات من وإلى الذاكرة العشوائية بصفة متكرره , المشكلة أن الذاكرة العشوائية تعتبر بطيئة بالنسبة للمعالج و التعامل معها مباشرة يبطئ الأداء .فلتحسين الأداء لجأ مصممو الحاسب إلى وضع هذه الذاكرة الصغيرة ولكن السريعة بين المعالج والذاكرة العشوائية مستغلين أن المعالج يطلب نفس المعلومات أكثر من مرة في أوقات متقاربة فتقوم الذاكرة المخبئية بتخزين المعالومات الأكثر طلباً من المعالج مما يجعلها في متناول المعالج بسرعة حين طلبها.عندما يريد المعالج جلب بيانات أو تعليمات فإنه يبحث عنها أولاً في ذاكرة L1 فإن لم يجدها ( فشل المعالج في إيجاد المعلومات التي يريدها من الذاكرة العشوائية يسمى "cache miss" ، أما نجاحه في الحصول عليها من الذاكرة المخبئية يسمى "cache hit" ) بحث عنها في L2 فإن لم يجدها جلبها من الذاكرة العشوائية..


سرعة المعالج Processor Speed:


تقاس سرعة المعالجات بعدد التعليمات الممكن تنفيذها في الثانية الواحدة وقد كانت سرعة المعالجات القديمة تقاس بمقياس يطلق عليه Mega Hertz وهو يوازي مليون ذبذبة في الثانية واختصاره عبارة عن MHZ)) ففي الأجهزة الشخصية القديمة من طراز XT، ATكانت سرعة المعالج لا تتجاوز 8mhzأو 10mhz ثم .زادت سرعة المعالجات حتى وصلت إلى سرعات عالية جدا ويستخدم فيها المقياس Giga Hertz وهو مقياس قسمته مليار ذبذبة في الثانية ويرمز إليه بالحروف GHZوالمعالجات من نوع بنتيوم الحديثة تصل سرعتها إلى أكثر من 3GHZوهي في تطور وزيادة مستمرة مع الإصدارات الجديدة.